في عالم العطور الشرقية، يحتل العود مكانة مرموقة بوصفه رمزاً للفخامة والرقي. ومن بين أنواع العود المتعددة، يبرز عود تايقر (Tiger Oud) كأحد أكثر الأنواع تميزًا، لما يحمله من خصائص فريدة وعطر قوي لا يُنسى. ولكن، ما هو عود تايقر؟ وما سر تسميته الغريبة؟ ومن أين يأتي هذا العود الساحر؟ سنأخذك في هذه المقالة في جولة بين سطور الطبيعة وأسرار صناعة العود.

???? ما هو عود تايقر؟

عود تايقر هو نوع مميز من خشب العود المستخلص من أشجار "أكويلاريا" النادرة، التي تصاب بشكل طبيعي بنوع معين من الفطريات، مما يؤدي إلى إنتاج مادة راتنجية سوداء داخل جذع الشجرة، وهي ما يُعرف بالعود. يتميز عود تايقر بأنه من الأنواع الداكنة الغنية بالراتنج، ما يمنحه رائحة قوية وثابتة، تحمل عبق الأرض والغابات الممطرة.

هذا النوع يُعتبر من الأنواع الفاخرة والنادرة، ويستخدم غالباً في المناسبات الخاصة والعطور الراقية. قوته تكمن في رائحته الدخانية الدافئة التي تمتزج فيها نغمات العنبر والخشب والمسك، مما يجعله محط اهتمام عشاق العطور الفاخرة في الخليج والعالم العربي.

???? مصدره وأماكن استخراجه

يُستخرج عود تايقر من جنوب شرق آسيا، خاصة من دول مثل:

• كمبوديا

• لاوس

• الهند

• بورنيو (إندونيسيا وماليزيا)

تعتمد جودة العود بشكل أساسي على نوع التربة، عمر الشجرة، ومدة تخزين الخشب بعد القطع. وكلما طالت هذه العوامل، زادت نسبة الراتنج فيه، وارتفعت قيمته.

تُجمع هذه الأخشاب بعناية كبيرة، ثم تُقطع وتُخضع لعمليات تنظيف وتجفيف طبيعية، قبل أن تُستخدم في التبخير أو لاستخلاص زيت العود الثمين.

???? لمحة عن سبب تسميته بـ"تايقر"

الاسم "تايقر" (Tiger) يُشير إلى الشكل المميز الذي يظهر على قطع الخشب، حيث تكون الألياف والتموجات على سطح العود مشابهة لخطوط جلد النمر. هذا النمط المذهل يمنح العود مظهراً فريداً يُميّزه عن غيره من الأنواع.

كما أن الاسم يحمل دلالة رمزية على القوة والجرأة، حيث يُقال إن رائحة عود تايقر تشبه إلى حد كبير شخصية النمر: قوية، آسرة، ولا تُنسى. إنها رائحة لا تمر مرور الكرام، بل تترك أثراً عميقاً في الذاكرة، خاصة حين تُستخدم في المجالس والمناسبات الرسمية.

???? لماذا يفضله الكثيرون؟

• ثبات عالي: يبقى لفترات طويلة بعد التبخير.

• رائحة معقدة: تمزج بين القوة والدفء والرقي.

• يناسب جميع الأوقات: مثالي للاستخدام اليومي أو المناسبات الخاصة.

• رمز للمكانة الاجتماعية: في الخليج خاصة، يعتبر اقتناء هذا النوع من العود دليلاً على الذوق الرفيع والمكانة.

في الختام، يمكن القول إن عود تايقر ليس مجرد خشب يُبخر، بل هو تجربة حسية متكاملة، تربط الإنسان بجوهر الطبيعة وروح الأصالة الشرقية. سواء كنت من عشاق العطور الفاخرة أو باحثًا عن الهدوء في عبير العود، فإن تايقر سيأخذك في رحلة لا تُنسى.